خبير أممي يدعو صربيا وكوسوفو لوقف تسييس عمليات العدالة الانتقالية
خبير أممي يدعو صربيا وكوسوفو لوقف تسييس عمليات العدالة الانتقالية
قال خبير من الأمم المتحدة، إنه يجب على صربيا وكوسوفو، إنهاء التكتيكات المُسيسة التي تعرقل جهود الحقيقة والعدالة والمصالحة الهادفة إلى معالجة إرث الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان خلال النزاع المسلح في المنطقة 1998-1999.
ووفقا للموقع الرسمي لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أثار المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بتعزيز الحقيقة والعدالة والجبر وضمانات عدم التكرار، فابيان سالفيولي، في نهاية زيارة رسمية استغرقت 11 يومًا إلى صربيا وكوسوفو، مخاوف بشأن نقص التعاون بين السلطات في بلغراد وبريشتينا في عملية العدالة الانتقالية.
وأشار خبير الأمم المتحدة في بيانه إلى أن التساؤلات حول مصير وأماكن وجود الأشخاص المفقودين والسعي لتحقيق العدالة الجنائية في جرائم الحرب قد هيمنت على عملية العدالة الانتقالية في صربيا وكوسوفو منذ نهاية الصراع.
وعلى الجانب الآخر، رحب بالمبادرات التي اعتمدتها السلطات المختصة من أجل تقصي الحقائق وتحقيق العدالة، لكنه أشار إلى أن التقدم كان "بطيئاً بشكل ينذر بالخطر".
وقال المقرر الخاص: "إن الافتقار إلى التعاون الذي تدفعه في كثير من الأحيان الأجندات السياسية أدى إلى توقف التقدم".
وحث سالفيولي صربيا وكوسوفو على تكثيف الجهود لتقديم مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني إلى العدالة، بغض النظر عن انتمائهم العرقي، قائلا: "يجب استئناف البحث عن المفقودين والتعاون بين صربيا وكوسوفو، بما في ذلك مجموعة العمل الخاصة بالمفقودين، دون مزيد من التأخير"، موضحا "أسر المفقودين تجد نفسها رهينة المصالح السياسية وعدم رغبة السلطات، التي لا تتخذ خطوات لإنهاء معاناتهم".
وحذر خبير الأمم المتحدة من الأطر القانونية المقيدة في صربيا وكوسوفو والتي تعيق وصول جميع ضحايا النزاع إلى التعويضات.
وقال: "أدعو السلطات المختصة في بلغراد وبريشتينا إلى تحسين الأطر القانونية لكل منهما لضمان حصول جميع الضحايا على تعويضات دون تمييز".
وأعرب عن قلقه إزاء عدم كفاية الاعتراف والاحتفاء بالضرر الذي لحق بجميع ضحايا النزاع، وقال خبير الأمم المتحدة: "إن الاعتراف بمعاناة جميع الضحايا وكرامتهم أمر حيوي لعملية انتقال ومصالحة فعالة"، وحث السلطات على ضمان نقل قصصهم إلى الأجيال الحالية والمقبلة من خلال المناهج والكتب المدرسية والأنشطة الثقافية ووسائل الإعلام.
وقال سالفيولي: "تجب معالجة إرث الانتهاكات الماضية بكل تعقيداته بشكل مناسب وشامل لدفع عملية المصالحة الاجتماعية إلى الأمام.. يجب وضع الضحايا في قلب هذه العملية".
ولاحظ المقرر الخاص الاستخدام واسع النطاق للروايات العرقية والقومية والمتحيزة بشأن الصراع في مجالات التعليم وإحياء الذكرى والثقافة ووسائط الإعلام في كل من صربيا وكوسوفو.
وقال: "إن التلاعب بأحداث الماضي وما يصاحب ذلك من تمجيد للمشاعر القومية والعرقية ذات الصلة بدوافع سياسية، هو قصر نظر، وغير حكيم، وعمل من أعمال اللامسؤولية العامة التي يمكن أن تؤدي إلى تكرار العنف".
وحث السلطات على ضمان ألا تصبح الروايات وكتب التاريخ المدرسية مصادر للنزاعات المستقبلية.
ودعا سالفيولي السلطات في بلغراد وبريشتينا إلى تجديد الجهود لدفع أجندات العدالة الانتقالية الشاملة في صربيا وكوسوفو بهدف تحقيق مصالحة فعالة والحفاظ على السلام ومنع تكرار العنف.
خلال زيارته، التقى خبير الأمم المتحدة بمسؤولين حكوميين وممثلي المجتمع المدني وحقوق الإنسان والناجين من جرائم الحرب وعائلات الضحايا وممثلي المجتمع الدولي، كما زار مواقع المقابر الجماعية ومعسكرات الاعتقال السابقة والنصب التذكارية المخصصة لتذكر الماضي.